الاستدانة الشبابية- خطر يهدد مستقبل الأجيال القادمة
المؤلف: عبده خال08.21.2025

في إحدى الجلسات الودية التي ضمت أطفالاً ويافعين، بالإضافة إلى ذويهم، انطلق نقاش شيق حول ميل الشباب الصغير نحو شراء كل ما يشتهون، حتى لو لم تكن هناك حاجة فعلية لتلك المقتنيات، وتجاوزت تلك الرغبات حدود إمكاناتهم المالية المتواضعة. ويا للعجب، فقد بادرت إحدى الفتيات الصغيرات قائلة: "ما دامت هناك منصات إلكترونية (وذكرت إحداها تحديدًا) تمنح قروضًا بدون فوائد، فلا داعي للقلق!".
ولقد أدركت خلال تلك الجلسة أن الغالبية العظمى من الحاضرين، من صغار السن والشباب، ينتهجون أسلوب الشراء بالتقسيط، حتى وإن كان السداد مؤجلاً وبدون فوائد، إلا أن المحصلة النهائية لهذا السلوك تعرض مستقبلهم المالي للخطر الداهم، وإذا ما استرجعنا ذكريات الطفولة، لوجدنا أن أولى النصائح التي كنا نتلقاها هي: "لا تبدأ حياتك بالديون، وعش في حدود إمكاناتك المتاحة"، ولكن يبدو أن شباب اليوم قد تجاوزوا تلك الحدود، وتخطوا كل الحواجز، لتصل أقدامهم إلى أبعد مدى في أسواق التسوق المتنوعة.
أدرك تمامًا أن متطلبات الحياة المعاصرة قد أصبحت باهظة ومكلفة، وأن ثقافة الاستهلاك قد تفشت وانتشرت على نطاق واسع، ولم يعد أمام الكثيرين سوى خيار واحد، وهو اللجوء إلى الاقتراض، فاندفع الناس بأعداد كبيرة نحو هذا الحل، وبغض النظر عن ارتفاع نسبة الديون، فإن الأهم هو تحقيق الرغبة الجامحة في الشراء، والتي أصبحت كالشاحنة التي تدهس كل من يقف في طريقها، وأعتقد أن الدعوة إلى التوفير والترشيد لن تجد آذانًا صاغية، فقد أعمى حب الاستهلاك الأبصار وأضعف الإحساس بالمسؤولية، وبالفعل، فقد ارتفعت نسبة الاقتراض بشكل ملحوظ، وتزامن معها ارتفاع في نسبة الاستقطاع من الرواتب.
وكنتيجة حتمية لهذا الوضع السلبي، باتت حياة الكثيرين أشبه ما تكون بحياة المختنق بالديون لسنوات طويلة، وهنا يأتي دور خبراء الاقتصاد لوضع حلول مبتكرة تساهم في استقرار الأوضاع المعيشية للناس، وتخفيف حدة القلق الذي يسيطر عليهم، ويتطلب ذلك من المستشارين الماليين التدخل العاجل لتهدئة النفوس وطمأنة القلوب، من خلال اقتراح حلول عملية تحمي الأفراد من الوقوع في براثن الديون.
وإذا ما تجاوز حجم الاستقطاع ثلث الراتب الشهري، فإن ذلك يعني بقاء الأفراد أسرى للديون لسنوات مديدة، يدفعون أقساطًا شهرية للبنوك، وليس المقصود هنا بالسجن المعنى الحرفي، بل هو استعارة لوصف ضيق سبل الحياة بسبب تراكم الديون، وتتضاعف المشكلة عندما تتلقى عروضًا مغرية من البنوك، تدعوك للاقتراض المزيد طالما أن راتبك يتحمل أعباء مالية إضافية.
والله وبالله وتالله، إن هذا الوضع يدعو إلى الحسرة والأسى، ويجعل القلب يعتصر ألمًا!
ولقد أدركت خلال تلك الجلسة أن الغالبية العظمى من الحاضرين، من صغار السن والشباب، ينتهجون أسلوب الشراء بالتقسيط، حتى وإن كان السداد مؤجلاً وبدون فوائد، إلا أن المحصلة النهائية لهذا السلوك تعرض مستقبلهم المالي للخطر الداهم، وإذا ما استرجعنا ذكريات الطفولة، لوجدنا أن أولى النصائح التي كنا نتلقاها هي: "لا تبدأ حياتك بالديون، وعش في حدود إمكاناتك المتاحة"، ولكن يبدو أن شباب اليوم قد تجاوزوا تلك الحدود، وتخطوا كل الحواجز، لتصل أقدامهم إلى أبعد مدى في أسواق التسوق المتنوعة.
أدرك تمامًا أن متطلبات الحياة المعاصرة قد أصبحت باهظة ومكلفة، وأن ثقافة الاستهلاك قد تفشت وانتشرت على نطاق واسع، ولم يعد أمام الكثيرين سوى خيار واحد، وهو اللجوء إلى الاقتراض، فاندفع الناس بأعداد كبيرة نحو هذا الحل، وبغض النظر عن ارتفاع نسبة الديون، فإن الأهم هو تحقيق الرغبة الجامحة في الشراء، والتي أصبحت كالشاحنة التي تدهس كل من يقف في طريقها، وأعتقد أن الدعوة إلى التوفير والترشيد لن تجد آذانًا صاغية، فقد أعمى حب الاستهلاك الأبصار وأضعف الإحساس بالمسؤولية، وبالفعل، فقد ارتفعت نسبة الاقتراض بشكل ملحوظ، وتزامن معها ارتفاع في نسبة الاستقطاع من الرواتب.
وكنتيجة حتمية لهذا الوضع السلبي، باتت حياة الكثيرين أشبه ما تكون بحياة المختنق بالديون لسنوات طويلة، وهنا يأتي دور خبراء الاقتصاد لوضع حلول مبتكرة تساهم في استقرار الأوضاع المعيشية للناس، وتخفيف حدة القلق الذي يسيطر عليهم، ويتطلب ذلك من المستشارين الماليين التدخل العاجل لتهدئة النفوس وطمأنة القلوب، من خلال اقتراح حلول عملية تحمي الأفراد من الوقوع في براثن الديون.
وإذا ما تجاوز حجم الاستقطاع ثلث الراتب الشهري، فإن ذلك يعني بقاء الأفراد أسرى للديون لسنوات مديدة، يدفعون أقساطًا شهرية للبنوك، وليس المقصود هنا بالسجن المعنى الحرفي، بل هو استعارة لوصف ضيق سبل الحياة بسبب تراكم الديون، وتتضاعف المشكلة عندما تتلقى عروضًا مغرية من البنوك، تدعوك للاقتراض المزيد طالما أن راتبك يتحمل أعباء مالية إضافية.
والله وبالله وتالله، إن هذا الوضع يدعو إلى الحسرة والأسى، ويجعل القلب يعتصر ألمًا!